ما هو مشروع المخبر الوقفي

على الرغم من السبق الذي حققه العالم الإسلامي في نظام الوقف التعليمي منذ قرون مضت فإنه لم يستمر على هذه الشاكلة في عالمنا المعاصر إلا استثناء في بعض الدول. بالمقابل حافظت الدول الغربية على تنمية الأوقاف التعليمية على مر السنين حتى أصبحت بعض جامعاتها تعتمد عليها بشكل أساسي في تمويل وتطوير التعليم بمختلف أشكاله.

بالنظر فى حجم الوقف فى بعض الجامعات الأمريكية وعددها 50 جامعة نجد أن مال الوقف فيها يبلغ عام 2004م 132 مليار دولار - وهو بالقطع أكبر من مال الوقف فى جميع البلاد الإسلامية -ويأتى على رأسها جامعة هارفارد (أول جامعة فى العالم من حيث الترتيب) بوقف قدره 22.6 مليار دولار وأقل وقف فى جامعة ميشغان يبلغ 1.049 مليار دولار( ).

يزداد الوعى لدى المواطنين فى الغرب بأهمية الإسهام فى العمل الخيرى إذ تدل الإحصاءات فى الولايات المتحدة الأمريكية على أن مساهمة الأفراد فى التبرعات الخيرية عام 2004م بلغ 190 مليار دولار من إجمالى التبرعات البالغة ذاك العام 250 مليار دولار بنسبة 76% كما أن هذه التبرعات زادت بنسبة 4.1% عن ما كانت عليه عام 2003م، ويظهر مدى انتشار الوعى فى أن حوالى 70% إلى 80% من الأمريكيين يساهمون فى الأعمال الخيرية ويبلغ متوسط تبرع المواطن الواحد 2.3% من دخله حيث يدفع المواطن ذو الدخل المرتفع 3.1% والمواطن ذو الدخل المنخفض 1% من دخولهم للأعمال الخيرية( ).

الهدف:
كما لا يخفى على الجميع فإن المدرسة تعاني في السنوات الأخيرة من اكتظاظ كبير للطلبة ونقص في المعدات. ولعل مشروعنا هذا سيحاول الاستثمار بشكل خاص في هذه النقطة السلبية من أجل استغلالها لمصلحة الجميع.
يهدف مشروع المخبر الوقفي المقترح على الطلبة وأساتذة الوحدة، وهو مشروع لصيغة وقفية في صورتها المبسطة جدا، إلى المساهمة بمبالغ رمزية، مستثمرين في ذلك العدد الكبير لطلبتنا، من أجل تجهيز المخبر بوسائل أكثر وأفضل وأحدث تسمح بتحديث وإثراء الأعمال التطبيقية الخاصة بوحدة فسيولوجيا الحيوان والتي تعتبر أحد ركائز علم الأحياء وبرامج العلوم المقترحة في مناهج المتوسطات والثانويات.
ورغم أن الأمر لا يخلو من بعض المشاكل الإدارية التي تم ذكرها في بعض الحصص سابقا، إلا أننا على يقين إن شاء الله بأن نجاح هذا العمل سيعود بالنفع العميم على الجميع طلبة وأساتذة، خاصة إذا تظافرت الجهود وعززنا عملنا هذا بالتمويل والتجهيز المقدمين من إدارة المدرسة، ولما لا من رجال أعمال ومتطوعين من خارج المدرسة.